responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 442
ثم قال: يا أمير المؤمنين أما إن كان صادقا فقد خان الأمانة وأفشى السر، وإن كان كاذبا فقد افترى، وقد سمى الله الناقل: فاسقا، فما كان الحق ليصفه بالفسق، ويكون قوله عند أمير المؤمنين حجة، فوبّخ الخليفة النّمّام ولم يأخذ بقوله، فمن أدب الإسلام:
ألا يشجع المسلمون المتقوّلين، بل عليهم أن يتأكدوا قبل أن يقدموا.
3 - أن من واجب المؤمنين: أن يرجعوا إلى قول الله ورسوله، وأن يجعلوا قواعد الإسلام فى كل شأنهم هى الأساس الذى تدور عليه تصرفاتهم، فإنها من وضع الحكيم العليم، الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، وهم إذا فعلوا ذلك: فقد رشدوا وصاروا فى عداد المؤمنين، الذين تفضّل الله عليهم بنعمة الإيمان الكامل، وامتنّ عليهم بحلاوتها، وزين قلوبهم بأنوارها. وهنا مسألتان:

[حكم التبيّن والتثبّت من الأخبار]
1 - هل التبيّن والتثبّت واجب أمام خبر الفاسق الذى عرف بالفسق قبل النقل أم هو واجب مطلقا، ولا يثبت وصف الفاسق للناقل إلا بعد ثبوت كذبه وافترائه؟
والذى يمكن أن نستفيده من الآية الكريمة: أن التثبت واجب أمام خبر الفاسق الذى عرف بالفسق قبل النقل وجوبا مؤكدا.
وواجب أمام الأخبار مطلقا وجوب احتياط، وأن الوصف لا يثبت مع النقل إلا بأحد أمرين: إما أن يقصد الإفساد بنقله هذا ولو كان صحيحا، وإما أن يثبت كذبه.

[هل وقوع الخطأ من الصحابى ينفى عدالته؟]
2 - وهل يستدل بهذه الآية الكريمة على أن من الصحابة رضوان الله عليهم من ليس بعدل؟
وفى هذه المسألة أقوال كثيرة لا نفيض فى ذكرها ولكنا نجمل، ونقف مع الآية الكريمة فنقول: إن الصحابة رضوان الله عليهم ليسوا بمعصومين عن الوقوع فى الخطأ، وهذه الآية تدل على أن واحدا منهم ارتكب خطأ وأذنب، ولكنهم مع هذا أقرب الناس إلى التوبة، وأرجاهم قبولا عند الله تبارك وتعالى، والتوبة النصوح تمحو ما قبلها. فلئن كان الناقل فاسقا حين النقل، فهو عدل بعد التوبة النصوح [1]، وأنت عليم أن ماعزا

[1] انظر: البحر المحيط (8/ 109، 110).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 442
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست